سكان حي الفوليتيف يطالبون بالترحيل ويهددون بالاحتجاج

مفارقة عجيبة تعيشها ولاية البويرة ففي الوقت الذي يتم فيه توزيع السكنات الجاهزة عبر باقي ولايات الوطن بعد الانتهاء مباشرة من عملية الانجاز أو قبلها بقليل وترحيل المستفيدين منها وإعادة إسكانهم فإن القائمين على ملف السكن بالبويرة أوصدوا أبواب 189 شقة منذ سنتين وهذا رغم الإعلان عن قائمة المستفيدين منها شهر أوت 2014.
ومن خلال الجولة التي قادتنا إلى حي عينوش حجيلة (الفوليتيف) الواقع بقلب مدينة البويرة والمتكون من عمارات قديمة تعود للحقبة الاستعمارية حيث كانت عبارة عن إقامة للجنود الفرنسيين وقد تم تصنيفها ضمن خانة الخطر بعد مرور أزيد من نصف قرن على بنائها لاحظنا ونحن نتجول بين عمارة واخرى الوضعية الكارثية التي يعيشها السكان فالغرفة الواحدة لا يتعدى طولها 2 متر بمساحة اجمالية تقدر بحوالي 6 أمتار مربع فالمنزل بكل غرف يشبه مستودعا بطول 6 على 5 أمتار لا أكثر ولا أقل بجدران قديمة رثة مهدد بالسقوط في اية لحظة. لكن الغريب في الأمر أن السلطات لم تحرك ساكنا للتكفل بالوضعية المزرية لسكان هذا الحي الذين سبق لهم أن قاموا بتنظيم العديد من الاحتجاجات قصد ترحيلهم وإعادة إسكانهم.
واستنادا إلى تصريح أحد القاطنين عبر هذا الحي المعروف باسم الفوليتيف فإن الإفراج عن قائمة المستفيدين من سكنات جديدة تم الإعلان عنها في 4 أوت 2014 وهو اليوم الذي كان بمثابة عيد استبشر به السكان خيرا لكن وللأسف تبخرت آمالهم وأحلامهم بعدما أصبحت عملية إعادة الإسكان مستحيلة، اذ إن القائمة تضمنت 189 مستفيدا وعدد طالبي السكن فاق 250 الأمر الذي دفع بالوالي ورئيس الدائرة إلى تجميد عملية الترحيل إلى أجل غير مسمى ليتم إغلاق أبواب السكنات الجديدة الواقعة بحي النسيم وفتح ابواب المعاناة من جديد.
والغريب في الأمر هو أن بعض المستفيدين البالغ عددهم حوالي 40 شخصا تنازلوا عن سكناتهم منذ حوالي سنة مقابل الإسراع في ترحيلهم، لكن للأسف اصبحوا يقيمون وسط منازل هي ملك للدولة. اما المستفيدون من 11 مسكنا في إطار السكنات الاجتماعية ضمن قائمة حي الفوليتيف فقد يئسوا  الانتظار متسائلين عن سبب عدم ترحيلهم وربط مصيرهم بمصير حي سكان الفوليتيف لاسيما أنهم يقيمون في ظروف معيشية صعبة تنعدم فيها ابسط ضروريات العيش الكريم.  والبعض منهم فقد أعيتهم تكاليف الكراء التي فاقت منذ الإعلان عن القائمة إلى يومنا هذا 24 مليون سنتيم.

المصدر : جريدة البلاد